روآية كريستي – الفصل الرابع

الفصل الرابع : كآبوس … جرآحة …متعبة ~

.
.
.

لا آعلمُ لِمآذا ! لكِنه يبدو آنه يخفي شيئاً ..
لآزلتُ آجِد صعًوبة في تصديقَ ان وآلِدتي كآنت تعتني بـه , كيف كآنت علآقتهم !؟
إنني فضولية حوله … إنني آريد معرفة كل شيء عنه …..وآمي لمآذآ آشعُر بأن هنالكَ حلقة مخفية في آمرِ الوصية ! …….. إنني آشعرُ بِالنعاس !~

وضعتَ يدهّآ على فمِهآ وتثآءبت , كآنت جآلِسة بتكآسُل على الكَرسي الجلديَ الفَآخِر فيَ مكتبِهآ الخآصَ
رفعتَ رأسها لِتنهض فَ بآغتها النعآس مجدداً وعآدت إلى مكانِهآ…آرخت رأسهآ فوقَ الطآوِلة وآغمضت عينيهآ لِتغفو لبُرهة قصيرة …

نفّخ في آُذنِهآ ففُزِعت ونهضتَ بسرعةة وهي مفزوعة ! … كان جيمس وآقِفاً خلفهآ و يضحك على آنفعآلِهآ …
آعطته نظرة لآمبآلية … ثم آبتسمتَ قائلة :
– توقف عن ذلِك … “حركت رأسهآ كما لو انها تنفض تِلك الصور المريعة التي ملأت ذِهنها ” انه حلمٌ سيء مجدداً !

– كوآبيس !

“أومأت بِ رأسهآ”

جلسَ  هو في الاريكة المقآبِلة لهآ ليبدأ محور حديثه المهم الان

سأل بِشكَ
– آين ذهبتي بالامس !؟

آجآبت وهي تفرك شعرهآ وتبحث عن نظآرآتِهآ في الادرُج
– ذهبتُ إلى منزِل امي …

“اتسعت حدقتآه لكِنه حاول إخفآء ذهوله ”
– و … ومالذي وجدتِه !!

-لم آجِد شيئاً !…… آنت تعرِف وصية آمي , كنتُ آبحث عنهآ بِ رفقة هآري لكننآ لم نعثُر عليهآ !!

رفع حآجبيه
– هآري كآن معكِ !! آ أنتِ وآثِقة آنكم لم تجدوهآ !؟

أومأت برأسِهآ مجيبةً
– نعم … لقد وجدنآ ورقة فآرِغة ! لكِن الان  بالتفكير بالامّر يآ آخي آعتقد آن هنالك وصية آخرى !
هل يجب آن اذهب الى منزل امي مرة آخرى ؟؟

“كان جيمس مندهشاً وغآرِقاً بالتفكير لم يسمع شيئاً ممآ قآلته بعد ذلك ”
“لِم لم تجديهآ! , هل رآهآ هآري مسبقاً !!…؟”
“مالذي يُفكِر بِه  ….!؟”

آقتربت كريستي مِنه وهي متعجبة فَ هزتَ كتِفه
– جيمس …………. هل تسمعُني !!؟

“آنتبه جيمس لِمناداتِهآ , فأفآق فوراً ونهض مِن مكآنِه “

قطبت حآجبيهآ ونظرت له  حيث كان واقِفاً امامهآ تماماً يفصِل بينهمآ فآرقُ الطولَ الرهيب
– في مآذا كُنت تُفكِر !

“ابتسَم حتى يزيل آثآر الشكِ والقلق البآدٍي على وجهِها ”
– إنه لآشيء ! … كنتُ آفكر بِما سأقدِمه اليوم في الاستشآرة وآنغمستُ في تفكيري …

“تلآشت نظرة الشك قليلاً,لكِنهآ بقيت صامِتة ”
“وضع يده على رآسِهآ وبعّثر شعرهآ وهو يبتسم ”
– اخبرتكِ ان كل شيء بخير … لآتقلقي!

مآ ان آنهى جُملته حتى آرتمتَ في حُضنِه بشكل مفاجئ وعآنقته بِشدة
تفاجئ مِن اندِفآعِهآ إليه دون سبب ! لكِنه مد ذرآعيه وضمّهآ إلى صدّرِه بِلُطف
… كآنت مِثل إبنته الصغيرة المدللة حينمآ تفتقد آُمهآ تلتمِس عِنآقاً مِن آحضآنِه الدآفِئة ولمسآته الحنون

تركتهُ وآبتعدت قليلاً … كآنت تمسح دموعهآ التي تركتَ آثراً على وجنتيهآ

– كريستي … مآبكِ ! “تسآءل جيمس وهو ينظر إليها”

آجآبت ودموعهآ تنهمّر بِلآ توقُف
– لآ شيء فقط …!

“دُهِش جيمس ودمعت عينآه تلقائياً ”
– كـ كـريس …

وآثنآء مآ كآنآ يبكيآن بِصمتَ و يوآسي كل منهمآ الآخر … طُرِق البآب فأجآبت كريستي بالدخول”
دخلت ممرضة كآنت مستعجِلة وذهبت بإتجآه جيمس ”
– طبيب …. هنآك حآلة طآرِئة و هم بحآجة إلى طبيب تخدير  الان وفوراً !

نظرت الممرضة عن قرب فتعجبت من رؤيتهم مستندين بِجوآرِ بعضِهم في حُزنٍ شديد بدآ لهآ كمآ لو آنهم في عِزآء
وقفَ جيمس وتقدّم الممرِضة بالذهآب
… آمآ كريستي فطأطأت برأسها  للاسفل وهي لآ تزآل جآلسة في مكآنِهآ
غآدرت الممرضة خلف جيمس وآغلقوا البآب …
لم تشأ كريستي النهّوض إلآ ان شعورها بالمسؤولية تِجآه عملِهآ آجبرهآ فذَهّبت لِ توَلي الحآلة التي اؤكِلت إليهآ

**

آتعرفون مآذآ يعني طبيبة ؟ يعني آن آتخلى عن كل شيء في مقآبِل إنقآذ وعِلآج المرضى
آلآ آنشغل بالكثير مِن الاشياء لانني لا املك الوقت لِ نفسي وذآتي
الوقتُ شيءٌ مهم في عملِنآ !, الدِقة , السرعة ,البديهة , والوصول الى الحل في الوقت المنآسب
آخترتُ عملي الصعب هذا لِعدة آسبآب …

آلاول .. آمي مآري
كآنت تُحِب وتهوى الطِب لآ آعلَم لِمآ ولكِنهآ آرآدتنآ جميعنآ وبمن فينآ هآري آن نعمل في هذا المجآل
جيمس تمنى آن يُصبِح طبّآخاً فقد كآنه ميوله نحو الطعآم كبيراً في صغرِه وهو لآزآل حتى الان يُحضّر لي الوجبّآت ولكِنه تنآزل عن ذلِك حينمآ توفت آمي
بالنسبة لي كآن سببي الآخر هو اخيَ جيمس كنتُ اتبعه اين مآ ذهب بالرغم من تحذيره المتواصِل لي ,لكني لم آبآلي وآستمريت في طريقي ,
كنتُ آقول : حتى لو كآن صعباً لا آريد ان اكون وحدي!! ,عِندهآ سببي الثآني كآن كِتب هآري الرآئِعة .. كُنت آقرأ مؤلفآته في سنوآت دراستي الاولى وآعجِبت بِطريقته
رسمَتُ لِ نفسي طريقاً .. بعد تخُرجي وعمّلي كـ طبيبة سأستمر لِ حوآلي 7 إلى 10 سنوآت وبعدهآ سأتزوج بِ رجلَ يشبه آخي جيمس ذلِك ماوضعتُه في مخيلتي
وسأبني آسرتي وآنجب الكثير مِن الاطفال … كـ حلم آي فتاة آخرى كنتُ آمل ذلك بِبرآءة …

لكِن ورقة لعينةة مدنسةة لآ آعلم محتوآهآ بآتت تزعجني و تظهّر في آحلآمي هذه الايام
مالذي يحدُث ! …. امي …… جيمس …… هآري ؟؟

..

دخّلَت كريستي إلى غرفة المريضة
كآنتَ طِفلة في حدود الثآمِنة مِن عُمرِهآ آو اكثر ممددة على السرير
بدت هزيلة وذآبِلة كـ وردة لم تسقى ماءً مُنذُ زمن وبجِوآرِهآ تجلس أمرأة ضعيفة وآهِنة تشفقُ لهآ العين وتحنو
كآنت تمسك بيِدِهآ  بأصآبع مرتعشة ترتجف كلمآ آرتجفت ترتعش مع تأوهآتِهآ
تبكي إذا بكّت … هي والِدتُهآ
آثآر منظرهُم عيني كريستي ,شعرت بِ رغبة البكآء آمسكّت بِنفسِهآ وتقدمت نحوهم

سألتها عن فحوصاتها و استفسرت عن سوآبِقهآ المرضية ثم نظرت في سجلِهآ
– هل اتى قبلي طبيبٌ آخر؟ ” سألتهم وهي تنظر بين الاوراق”

نظرت الامُ لِ طِفلتهآ ثم قآلت
-نعم … جاء وقآم بِ سؤالنا بكل ما قلتيه منذ قليل
“آنزلت رأسها ببؤس”
– لكِنه قآل بأن الجِرآحة لن تنفع في حآلة إيمي ” نظرت لآبنتِهآ النآئِمة بأسى”

“اندهشت كريستي , ثم تبدلتَ ملآمِحهآ للغضب بعدها قطبت حاجبيهآ وقآلت”
-كيف له ان يحكم بهذه السرعة !! ” نظرت لِوآلِدة إيمي “

ارتسمت على وجهِها ابتِسآمة بآهتة
– كلهمَ رحلوا بهذه الطريقة …  و لستُ حزينة ايتها الطبيبة … فأنا آعرف مسبقاً حتى لو لم يقُل ذلِك الطبيب الشاب ذلك

-لِم ! لمِ! …لآيجب ان تفقدي الامل الامر مبكر على آن تستسلمي …

– اشكركِ على رفعِ معنويآتي … انها المرة الاولى التي توآسيني بِها طبيبة طيبة مثلكِ !

-كلآ! إنني لآ آواسيكِ .. بل سأجري لابنتكِ الجرآحة !

“اتسعت عيني الامُ أشدَ إتسَآعِهآ وتفاجأت ”
– كـ كـ كيف …. !!؟؟؟

تنهدت كريستي ثم آجآبتَ وهي تبتسم لهآ
– عملي هو الجرآحة وآريد ان افعلَ ذلك ولكن الموافقة تعود لكِ بالطبع
هل تريدين إنقآذ إيمي ؟؟؟؟

أومأت بِرأسها بسرعة
– نـعم … بأي طريقة آريد لهآ آن تُشفى

– سأذهب لِ أجلب لكِ ورقة الموآفقة لتوقعي !
ابتسمت كريستي بِثِقة ,شدت بيديهآ وكورت قبضتيهآ مُتحمِسة

خرجت مِن الغرفة تجوب الممرآت سعيدةة بإنجازِها آخذت الورقة واتجهت إلى غرفة إيمي
سمِعت اختلاط آصوآتَ مألوفة خآرِج الغرفة تسآءلتَ فألقت نظّرة ّ ! فإذا بِهآ ترى هآري !! مالذي يفعله هناك!!لماذا! دخلت بِسرعة كالريح  وقفت بِ جوآر هآري
نظرت له بِ تسآءل لم تكن بِحآجة للكلآم ليفهمها..
آجآبهآ : انا الطبيب المسؤول عن إيمي
كانت اجابته البآرِدة الوآضِحة تجعلها منزعجة نوعاً ما آرآدت استعرآض مهاراتها لِوحدِها هذه المرة
لكِن هآري كالعآدة يقف لها بالمرصآد ويخطف مِنها الاضوآء , آدركت ايضاً ان سرعة إتخاذه لِ قراره لابد انها تعود لِسرعة تحليله للامر !
الامر بآت واضِحاً الانَ شعرتَ كريستي بالهزيمة لمّآ فكّرت بِ هآري وبأنها لن تتمكن من كسبِ النقآش معه في امر الجرآحة
آنزلت برأسها وصآرت تتأمل اظآفِرها … شعّر برغبتهآ في قولِ شيء ما …
آفسح لهآ مجالاً لكِنهآ ابت ان تنبس بِ كلِمة وعندمآ همّ بِالمغادرة جمّعت هي شجآعتهآ وقآلت مستوقفة إيآه

– طبيب هآري !

كآن على وشك الخروج ابتسمَ لمآ سمِعهآ تناديه
“في اغلب الاوقات لن تستطيع الفتاة كبت ماتريد قوله”

التفت اليهآ رآفِعاً حاجبيه متأمِلاً ما ستقول

خفضّتَ مِن صوتِهآ وقآلت في وقآرَ
– رغم آنني آحترمكَ كثيراً يا طبيب هآري … إلآ انني سأخالفك هذه المرة
انا اريد اجراء الجرآحة للمريضة …!

آجآبهآ هآري
– فرصة نجآح العملية 1%

-آعلم ….ووالِدة إيمي تعلم ,حتى لو 1% تريد هي ان تتمسك بِهآ
حتى إيمي سترغب ببذل جهدهآ منَ آجلِ آن تبقى بِـ جآنِب والِدتِهآ

– بالمقابل فرصة فشلِهآ 99%
آيُ امل تتحدثين عنه ! ستعآني إيمي فقط من آثآر العملية والعلآج الكيميائي …ستعيش لِبضعة اشهر فقط!

علقت والِدة إيمي التي كانت تستمع لِ حديثهم
-يوما واحِد آخر هو سنة آخرى اقضيها مع ايمي ..!

آنزلت كريستي رأسهآ .خرجت كلِمآتهآ لآشعورياً
-لا آحبُ ان ارى فِراق والِدة وابنتهآ …

لمح هآري في عينيهآ كمية مِن الالم والحرقة لم يستطِع تفسيرهآ
آهذآ مجرد شوقَ ! أم خلفَ تِلك النظّرآت مآ هوَ آكثر مِن حنينَ ..!
مع آن  تِلك النظّرآت اليآئِسة لم تُغآدِر بآله إلآ انه لآ زآلَ رآفِضاً العملية التي تنويَ كريستي إجرآءهآ

لِتنهي جِدآلهم تنآولت وآلِدة إيمي الورقة الموضوعة على طَرف الطآوِلة وقآمتَ بِتوقيع موآفقتهآ لإجرآء الجِرآحة
آبتسمت كريستي بِرآحة لما رأتها اما هآري فلم يقّل شيئاً واكتفى بالخروج بِهدوء كمآ لو آنه لم يكُن موجودا اصلاً

آجّرت كريستي العملية بعد آن دآمّت وآقِفة في غرفة الجِرآحة لِ آكثر من 4 سآعآت
آنتهت مِن إزآلة وتخليص إيمي مِن الورّم والاثآر مِن حوله ,مع ان العملية نجحّت إلآ ان كريستي آخبرتهم
بأن شكوك هآري صحيحة وقد يعود لهآ المرض يوماً مآ ..
لم تُشِر إلى مدّة عيش إيمي فقد آرآدتهم آن يبقوا معاً لاطول فترة ممكنة . منَ يعلم فالمعجّزآت تحدُث ايضاً !

**
في نهآية الدوآم وقد حلّ المسآء وبدأ الجميع بالانصِرآف إلى منآزلهم
بقيت بعض الممرضآت والاطبآء الخآصين بالمنآوبة الليلية

قررت كريستي المغآدّرة لترتآح فقد قآمت بِ جرآحآت عديدة إضآفةً لِ جِرآحة إيمي التي استنزفت وقتّهآ وقوتها
قآمتَ بإرتدآء ملآبِسهآ لِ تعود ,تذكرت آخآهآ جيمس فقررت الرحيل معه ,خرجت مِن الغرفة متجهة نحو جيمس
كآن جآلِساُ في غرفة تقع في الطآبق الاخير حيث يجتمع الاطبآء غالباً ورغم ان المبنى الخاص بالمشفى قد شُيد مؤخرا إلآ ان هذا الدور الكبير لم يكتمِل ترميمه
استمرت بالسير لِمسآفة وبدآ آن خطآهآ تبطئ شيئاً فششيئاً … آحسّت بالخُدر في اطرآفِهآ … آخذت تجُر سآقيهآ …
آيقنت انها لن تستطِع الحركة آكثر ف توقفت لترتاح وآستندت بِالحآئط

قآلت وهي تلتقط انفاسها
-تباً ! ماذا بيّ !!؟

بالقُربِ مِن الغرفة المقصودة
خرج هآري بِ رفقة الطبيب مآرتن
ووجدا كريستي في منتصف طريقِهم

دُهِش هآري فتوقف لحضآتَ متأمِلاً بِهآ ,سرعآن مآ شعّر بِأنها متعبة فأسرع فوراً إليهآ

آحسّت كريستي بتسلل تيآر جليدي بآرِد إلى جبينهآ ,كآن هآري وآضِعاً يده يتفحص حرآرتهآ
نزع يده قآئلاً وهو يشير لها
– لديكِ حمى 43 على مآيبدو …

قآل الطبيب مارتن الذي كان بِ جوآرِه
– يستحسن ان تذهبي لترتاحي

أجفلت كريستي وحركت يدهآ بِنفي
– انا بخير … احتاج لِ قسط مِن النوم وعندها سـأ…

قبل ان تُكمِل جملتهآ كانت تترنح اثناء وقوفِها حتى هوى رأسها وسقطت,أسرع الطبيبآن بإمسآكِهآ قبل ان تقع ونقلُوهآ لِ احد غرف العناية القريبة.

**

ممنوع النقل دون ذكر اسمي
sawsan ameer