تم التنزيل : روآية كريستي – الفصل التاسع

الفصل التاسع ماقبل الاخير : كريستي … هاري … وشيلينغ

لمَ تفِق كريستي من صدمتها بعدَ ! , ماحدث قبل قليل فاجأها لدرجة أن قدميها تجمّدت ,اما هاري فقد غادر كما لو ان شيئاً لم يحدث بينهما
سمِعت شقيقها جيمس ينادي مِن الطابِق الاول ليتناولوا العشاء الذي قام بإعداده بنفسه , فإتجهت إلى المائدة التي جُهِزت مسبقاً واختارت ابعد مكان عن هاري
بما انها لن تستطيع النظر في عينيه لِفترة ..

لمّ ترفع رأسها ابداً واستمرت بالاكل بهدوء مريبَ وكذلك الحال بالنسبة ل هاري لم يرفعا
رأسيهما او ينظروا لِ بعض كان جيمس يراقِبهما كِلاهما هاري وكريستي فأحس بهالة غريبة تنبعث من بينهما !

سأل بفضول
-هل حدث بينكما شيء حينما كنتم في الاعلى !؟؟

وضعت كريستي يدها على فمها ولامست شفتيها ف مرت صورة سريعة في رأسها ل هاري عندما كان يُقبِلها ,حركت رأسها لتمحي تِلك الذكرى
ثم حدقت بجيمس في دهشة ونفّت برأسها وهي مرتبكة من نظراته

– لأآ إه … لم يحدث شيء

رمقها بِشك
– أ أنتِ متأكِدة !!؟؟؟

ابتسمت كريستي
– نعم …
ادارت رأسها لِ هاري بتردد وقالت له
– الـ ـطـ ـ ـعـ ـام ل ل لذيذ …اليس كذلك ..!؟؟

رفع هاري رأسه والتفت إليها وبحركة لااراادية لعق  بقايا الصلصة التي كانت عالقة على شفاهه
فاتسعت حدقتا كريستي واجفلت مِن حركته فحرّكت رأسها سريعاُ لتتحاشى النظر إلى عينيه ~!
ابتسم هاري واكمل طعامه بصمت , اما جيمس فضل يتساءل عما يحدث بينهما واستمر بمراقبتهم

**

بعد وقتٍ مِن تناولِهم للعشاء ,صعدوا السُلمَ متجهين إلى غرُفهم لِ النوم والراحة
قاموا بِ فرش بعض الاغطية والوسائد للنوم على الارضية لعدم وجود سرير آخر في منزله .

وضعت كريستي رأسها لِتغفو فَ لم تستطع ,كان كل مايشغل بالها هو تصرف هاري الذي اذهلها ,كلما تذكّرت تِلك اللحضة آغمضت عينيها وابتسمت لاشعورياً
“لماذا فعل هذا !!؟ قال”سأرضيكِ !؟” هل هو يكنُ لي مشاعر ام ماذا !؟ لا استطيع ان افهمك هاري ! فمزاجك متقلب دائماُ واجابتك قاسية “

تنهّدت بِعمق وأغلقت عينيها ,راحت تُحلِق في خيالها السعيد ,تطيرُ بأجنحة بيضاء تتنقل بين حُلمٍ وآخر بِ رفقة هاري
لقد اخذها حبها و شغفها لِ عالمٍ وردياً بعيد …بعيد عن الواقِع يقع بين احلام اليقظة , لم تعرِف أن مجرد قبلة صغيرة كهذه ستُضيء عاطِفتها بشيئاً مِن الامل
مع ذلك لايزال مبهّماّ وغير معروف !؟ سبب فعله لذلك … هل بدأت  شُعلة الحب تنمو في قلبه بالفعل !؟؟ ام هو يتلاعب بها !؟؟

في هذه الاثناء في غرفة هاري الذي كان مستنداً على كرسيَ مخملي امام مكتبه ويقرأ كِتاباً على ضوء إنارةً خافتة
تذكّر مافعله لـ كريستي قبل قليل فشعر بالدهشة والارتباك,قام بإغلاق الكتاب الذي بيده ووضعه فوق الطاوِلة ثم رفع ذراعه
وحك جبينه المغضّن بسبب انزعاجه وهو مُستمر بالتفكير بالموقِف ومحاولة تحليله

“مابكَ هاري ! لماذا يستمر هذا العقل بتذكر تِلك اللحضة !!؟ بجدية مالذي دفعني لِ فعل هذا !!؟ هه ستكون ماري سعيدة لو انها قد رأت ماحدث “
“يبدو انها لعنة ماري ~! ليس عقلي من يُفكر الان …. انه قلبي ….قلبي الاحمق “

**

في اليوم التالي
مضى الصباح بسلاسة وهدوء ف لم تواجههم حالات صعبة هذا الصباح

المشفى
الساعة العاشرة مساءً

كانت مجموعة من الممرضات ومعهم طبيب يجرون بِ سرير إحدى المرضى
وقد بدا انهم انتشلوه من سيارة الاسعاف لتوهم ,فقاموا بنقله الى غرفة الطوارئ فوراً ومعاينته لكنهم احتاجوا الى جرّاح ليجري لهم جراحات عاجلة
فراحوا يبحثون  في ارجاء المشفى فإغلب الجراحين يخرجون مبكراً, عندها وقعت اعينهم على كريستي
 كانت واقِفة بجانب مكتب الاستقبال ,قاموا بمناداتها واخبارها بحالة المريض فوافقت فوراً وتبعتهم

كان مصاباً عدة اصابات متفرقة بأنحاء جسده بسبب تعرضه لحادثة خطيرة
احتاج بها الى 75 غرزة بالاضافة الى ان امعائه تضررت نتيجة لذلك هو بحاجة الى كمية مِن الدماء بسبب مافقده اثناء العملية

قالت الممرضة وهي قلقة
– انه بحاجة الى نقل دم … لكنَ فصيلته نادرة ..ولم نجد كمية منها

-ماهو نوعه ؟

اجابتها الممرضة
– -O

ابتسمت كريستي
– اذاً يمكنكِ استخدام دمّي فأنا ايضاً فصيلتي O-

دُهِشت الممرضة
– ولكِن …ألا بأس بهذا ؟؟ انه بحاجة الى كمية كبيرة ؟؟

اومأت كريستي
– بالطبع ! انا سأكون بخير لاتقلقي ^^

ابتسمت الممرضة براحة واستعدوا لِ نقل الدم
وبعد الانتهاء كانت كريستي تشعُر بالدوار وتمشي بلا توازن

تبعتها الممرضة
-اوه طبيبة ! هل انتِ بخير ؟؟

أومأت كريستي برأسها  دون ان تجيب ثم سقطت ارضاً.

***

طُرِق باب مكتبه
فأجاب له بالدخول

دخّل جيمس وجلس امام مكتب هاري

رفع هاري رأسه ونظر إليه
فإبتسم جيمس وقام بتحيته
تبادلوا نظرات متساءلة وبدا كأنهم يملِكان مايقولانه لبعضهما

– كريستي ..
-كريستي ..

ابتسم هاري

-اكمل اولاً ..

رفع جيمس رأسه وبهتت ابتسامته

– تعرِف بأنها تُحبٌك..

صمت هاري

اكمل جيمس
– اذاً انت مدرك لذلك ..!!
شقيقتي كريستي حساسة جداً لكِنها لاتُظهِر مشاعِرها
وانا لا ارغب برؤيتها تتأذى ..!

-مالذي تحاول قوله !؟

-تزوج كريستي !

دُهِش هاري فنظر لجيمس مذهولاً

قال جيمس لما راى ردة فعله

-اعلم انك وجدت وصية امي !!
انت الشخص الذي يجب ان يعتني بها

كريستي مريضة !!

**********

افاق المريضَ متعباً بعد نومه طوال الليل كان جسده مثخناً بالجراح ورأسه ملفوف بضمّاد ابيض
,نظر من حوله بتعجب ثم استطاع معرفة الرائحة الاذعة المألوفة للمكان فأدرك فوراً انه في المشفى
تنقلت نظراته مجدداً وارتكزت هذه المرة على الشخص الجالس بِجواره فوق الكُرسي
عّدل جلسته ورفع رأسه , تأمّل بها بإمعان شديد … عينيه المندهشة وقعت فوراُ ضحية جمالها الذي سحره
ولربما لم تكن كريستي بذاك الجمال الاخاذ لكِن وضعيتها وهي نائِمة ببراءة مثيرة للاعجاب كما لو انها أميرة
كانت ممدة فوق الكُرسي مسندة رأسها نحو الحائط نائمة بهدوء ,شبهها بالملاك وهي ترتدي معطفها الطبي الابيض
ولان ضوء الشمس القوي كان يخترِق النافِذة موجّهاً إليها فبدت كما لو انها تومِض

ضّل يحدق مذهولاً بفاه مفتوحة , فمرّت الممرضة بجانبه واخذت تضّع له المغذي قالت وهي تشير لِكريستي الجالسة

-يجب ان تكون ممتناً للطبيبة …

رفع حاجبيه بتساءل

فأردفت قائلة
– لقد قامت بإنقاذك بدمِها ,لانه لم يكن هناك فصيلة تطابق نوعك النادِر

ابتسم وهو ينظر لـ كريستي

تنهدت الممرضة
– بحق اي نوع مِن المحققين انت حتى تصاب دائماُ بشكل خطير…!؟

ضحك قليلاً ثم اجابها
– هل مللتم مني ! انها المرة الرابعة التي آتي الى هنا ….مع هذا انا لم ارى هذه الطبيبة الجميلة من قبل !؟ اهي جديدة ؟؟

– لا … لكنها لاتبقى حتى المساء بالعادة ,وهذا الوقت الذي تأتي فيه انت كل ليلة محمّلاً بأنواع مختلفة مِن الجراح !!
يجب ان تنتبه لجسدك اكثر ! انت محظوظ لانك وجدت متبرعا هذه المرة !

انصرفت الممرضة الى عملها فنهض الرجل من سريره واقترب من كريستي  بفضول فقرأ بطاقة اسمها “كريستي ,اسمٌ يليق بهذا الوجه الفاتِن”
وضع يده فوق كتِفها وربّت برفق محاولاً إيقاظها ففتحت عينيها فوراً ونظرت اليه بتعجب
تفاجأ من استيقاظِها بسرعة فنزع يده منها وجلس بجوارها بهدوء …

ابتسمت كريستي براحة لما رأت حالته المستقِرة
-ارى انك اصبحت بخير الان …!

-هذه بفضلكِ…

-كلا …. انت قوي جداً لهذا استطعت أن تنجو !

اتسعت حدقتاه في دهشة ثم ابتسم صامِتاً وراح يراقِبها وهي ترحل

وقفت هي لتغادِر
-على اية حال ابقى هنا ليومان حتى تشفى مِن آثار الجراحة!

ارسل ايماءة سريعة برأسه وعلى وجهه ابتسامة سعيدة
“كريستي!!!”

****

كان لايزال الوقتُ مبكراً هذا الصباح
فأخذت كريستي تتنقل بين الغرف وتلقي نظرة على مرضاها وتتفحصهم ولم تُدرِك ان خلفها شخص يلاِحقها اينما ذهبت
يراقب تفاصيل كل ماتفعله بدقة و إهتمامٍ شديد , هو معجبٌ بها وبكل ماتقوم به … احبها بالكامل

توقفت كريستي في احد الرواق وقد شعرتَ بِه ذلك الرجل الذي يتبعها في كل مكان ,فإستدارت لتنظر إليه واندهشت عندما رأته
كان ذلك المريض المحقق ..منذ الصباح

– شيلينغ فورد !!!! مالذي تفعله هنا ؟

ارتبك شيلينغ فأصبحت نظراته تتحرك عشوائيا في الفراغ متجنباً النظر اليها

اقتربت كريست وهي متعجبة
-هل كنت تتبعني طوال الوقت؟؟

ثبت نظره اليها هذه المرة
-نعم ….

اكمل قائلاُ
-لقد قمت بذلك ..لاني مهتمٌ بكِ ومعجب بكِ جداً !

اندهشت كريست فصمتت
امسكها مٍن كتفيها وقال

-هل يمكننا … أن ….

اتى صوت عالٍ مِن آخر الرواق فإقتطع اعترافه

– كريستي !!!!

التفت الاثنان اليه ,كان هاري اقترب منهما
تأمل هاري شيلينغ مطولاً ثم قال موجِها لكريستي

-تعالي قليلاً ..! أريد اخباركِ بشيء …

امسك بيدِها فتعجبت من تصرفه الغير معتاد
حدّق شيلينغ بهما وشعّر بالغضب فإنتزع يدها من بين اصابِعه وقال معترضاُ

– انا لم اكمل حديثي معها !!!

جذبها هاري من يدها الاخرى وقال متجاهِلاُ

– ليست بحاجة لان تسمع شيئاً مِنك ! لذا سأخذها اولاً

-انت تمزح !

شدّ شيلينغ يدها وجرّها نحوه بعناد
سحبها هاري من يدها الاخرى التي كان ممسكاً بها
كريستي كانت واقِفة وسطهما تحدق بدهشة فيما يحدث كانا كـ طفلين يتشاجران على دميتهم

-نحن لن نقطع ذراعيها هكذا … ابقي كريستي
انا يجب ان اخبرها بشيء هام وبعدها …

صاح هاري غاضباً فجأة

– لايمكنك !!!!!!!!

نظر كلاُ منهما إلى هاري بدهشة كان غاضباً ومطأطأ رأسه ,شدّ على يدٍ كريستي لفرط انفعاله شعرتَ ببعض الالم فزمّت شفتيها بحنق وصمتت
رفع هاري رأسه وحدق في شيلينغ بنظرات يتطاير الشرار مِنها , أكانت غضب حقد أم شيء آخر لم تستطع كريستي معرفته

– لايمكنك أن تحبها !!!!!
فـ … أنا …زوجُها

“ماهذا الهراء الذي اتفوه به !!؟  “

**

ترقبوا الفصل الاخير بكرا ^_^